تكوّن دول الدنمارك والسويد والنرويج شبه جزيرة اسكندنافيا الواقعة أقصى شمال أوروبا، والتي يلتصق اسمها تلقائياً حين يُذكر بالفايكنغ - أسوأ المحاربين سمعة على الإطلاق والذين احتلوا أجزاء كبيرة من أوروبا بالقتل والحرق والوحشية الوثنية-
لكن بعد مئات السنين من اندثار همجية الفايكنغ واستبدالها بوداعة الحضارة، اعتنقت اسكندنافيا ثقافة الكتاب والصورة لتعبر بها عن نفسها في العالم الجديد. فهذه آيكيا IKEA السويدية التي تعتبر أشهر شركة أثاث منزلي مُبتكر تصر ضمن سياستها في غزو كل بيت على أن إصدارها كُتيباً سنوياً يعرض منتجاتها وهو أفضل طريقة للدعاية مقابل ظهور ضئيل في باقي وسائل الإعلان، إيماناً من صاحب الشركة انغفار كانراد بأن الكتاب المطبوع المصور والمُفصل هو أنجع طريقة لعرض فكرة ما.
كذلك فعل رسام الكاريكاتير الدنماركي كورت فيسترجارد سيئ الذكر، وبروح الفايكنغ فيه حين نشر رسومه المسيئة للنبي محمد- صلى الله عليه وسلم- مدعوماً من حكومته ومن حكومة النرويج فيما بعد، وإيماناً منهم كذلك بقدرة الرسم في صحيفة على محاربة الإسلام؛ الغازي الجديد الذي وصل أبعد جزر أوروبا بالمحبة والسلام، وقد كان لهم ما راهنوا عليه، فقد انتشرت الصور في العالم انتشار النار في الهشيم وتراوحت ردة فعل المسلمين واللغط حولها بين مقاطعة غير مجدية للبضائع الدانماركية، ثم كل دولة نشرت الصور فيما بعد! إلى اعتداءات على السفارات وصلت لمهاجمتها بتفجيرات انتحارية.
وكان الأحرى بنا أن نواجه داء الاسكندناف الخبيث بمصل دواؤنا منه، بأن يتبنى مثلاً أحد المسلمين الموسرين وبحرية التعبير التي تذرّعت بها الصحيفة الدانماركية- طباعة ونشر وتوزيع كتاب «تراجيديا محمد» لغوته أعظم مفكري ألمانيا القريبة ديموغرافياً وثقافياً من الدانمارك، أو قصيدة المدح الطويلة التي شبّه فيها النبي بالنهر العظيم الذي يجر معه الجداول والسواقي في طريقه إلى البحر، أو مسرحيته التي ذكر فيها أن النبي نشر الإسلام وروح المساواة والإخاء في العالم. ويحرص على أن يدخل بكل الحب كل بيت اسكندنافي ككتيب آيكيا التي يستحيل أن تخرج من متجرها دون أن تشتري منه شيئاً.
فيوم حاربونا بالسيف حاربناهم به، ويوم حاربونا بالكتاب وجب أن نحاربهم به، وعندما حاربونا بنبينا وجب أن نواجههم به كذلك .. ويصادف أننا نمتلك أعظم نبي وأعظم كتاب في تاريخ البشرية ومعركتنا به منتصرة بإذن الله.
شكرا لك .. الى اللقاء
ليست هناك تعليقات: