تنتمي أسـطورة " ليليث " إلى أصول تاريخية قديمة جدا فهي تتصل "ببابل القديمة "
حيث كان الأكديون يتبنون مجموعة من المعتقدات الخاصة بلسومريين
كما ترتبط بأكبر أساطير الخلق
هناك روابط متينة تلصقها بالثعبان
إنها بقايا ذكريات طقـس قديم جداً
سميت كذلك " بالثعبان الأكبر " و " التنين " القوة الكونية للخلود الأنثوي
و التي عبدت من خلال هذه الأسـماء :
“ عشتروت Astarté أو عشتار Istar ou Ishtar ميليتا Mylitta
إنيني أو إينانا Innini ou Innanaa "
و قد اكتشفت نقوش في الآثار البابلية " مكتبة آشور بانيبال "
وضحت أصول " ليليث " البغي المقدسة لإنانا
و الالهة الأم الكبرى التي أُرسلت من قبل هذه الأخيرة
كي تغوي الرجال في الطريق و تقودهم إلى معبد الآلهة
حيث كانت تقام هناك الاحتفالات المقدسة للخصوبة
كان الاضطراب واقعا بين " ليليث " المسماة " يد إنانا "
و الالهة التي تمثلها و التي كانت هي نفسها توسم أحيانا بهذا اللقب " البغي المقدسة "
لأسـطورة " ليليث " وظيفة جوهرية تتمثل في إزاحة الرجال عن طريقها
من خلال تحذيرهم بلخطر الذي تمثله بالنسـبة إليهم
و لكن يبدو أن وظيفتها الأساسية هي تحذير النساء
اللواتي لا يتبعن قانون أدم سيكون مصيرهن الرمي
و يصبحن إلى الأبد حزانى و مصدر الأسى
جعلت نهاية أقصوصة أناتول فرانس " Anatole France " في بلتزار Balthasar
" ابنة ليليث " من هذه البطلة " معادلة أنثوية للهولندي الطائر "
الذي طمح إلى مصير حواء وإلى نتيجة الموت من أجل معرفة الحياة و اللذة
مهما يكن من أمر تذكرنا " ليليث " دائماً بان قوى الموت تستجيب لقوى الحياة
و الكل يتوازن .. ليل و نهار .. ظلام و نور .. أنثى و ذكر
دون أي محاكمة فاعلة أو علاقة سيطرة يمكن ان يفرضها طرف على الطرف الآخر
تحت تأثير تتابع الشـؤم بالنسبة إلى هذا الأخير
إنها تحاول ان تقول لنا دائما ان هناك شيئا ينبغي أن نبحث عنه من أجل خير المجموع
في كل أرجاء المعمورة
شكرا لك .. الى اللقاء
ليست هناك تعليقات: