...فى رحاب سيدنا السيد
..سيد درويش ....يا عشاق النبى صلوا على جماله ..
...الحلقة الآولى ...
..أصدقائى الآعزاء أهلا بكم فى أولى حلقاتنا عن فريد عصره نابغة مصر والشرق العربى خالد الذكر الشيخ السيد درويش البحر و المعروف لنا بأسم " سيد درويش " ، هذه الشخصية التى أثير بشأنها جدلاً منذ مائة عام ولايزال الجدل قائماً حتى اليوم ، وعلى الرغم من أن الرجل قد فرض وجوده بقوة وثبات لم يتزعزع حتى الآن إلا أن الحرب التى دارت ضد الرجل وأعماله الخالدة لم تتركه حياً وميتاً ، ولم تكن هذه الحرب فقط من مؤلفين موسيقين سابقين عليه أو معاصرين له فقط ولكن تشتعل الحملة عليه لتصل الى الخلافة العثمانية فى تركيا ومنها الى سلطان مصر " أحمد فؤاد الآول " ثم الى سلطة الآحتلال البريطانية وهكذا أتفق من لم يتفقوا أبداً فى حياتهم نجدهم قد أتفقوا على هذا الرجل الذى كان يمثل الشخصية المصرية بشتى أنواعها وهو المعبر الحقيقى للمصرين وعن أمالهم وتطلعاتهم نحو المستقبل وهو المعبر كذالك عن معاناتهم وألامهم وأيضاً عن أفراحهم و أتراحهم ، وهكذا تم محاصرة سيد درويش من كافة الآتجاهات من السلطة الحاكمة من جانب ومن جانب أخر كل من كان فى قلبه غيرة وحسد مما حبى الله هذا الفتى الفذ من عبقرية وموهبة و الذى تحول الى حالة يستحيل أنكارها أو تجاهلها أو حتى مجرد التعتيم عليها ، ولذلك كثرة حروب سيد درويش سواء ضد رافضى التجديد أو ضد سلطات الحكم فى مصر مضاف إليها سلطة الآحتلال بكل عتادها وقوتها وجبروتها وهو الآمر الذى أنهكه كثيراً لكنه صمد وقاوم وكانت دفاعاته القوية هى المزيد و المزيد من الآعمال الفنية الغير مسبوقه والتى طورها وأضاف إليها ألوان من الآشكال التى لم تكن معروفة من قبل مثل البناء الهرمونى والكنتروبوينت والآعمال الحوارية الثنائية و ألاعمال الجماعية و الآوبريت والذى يضارع الآوبرا الغربية وتنوع النغم واللحن مصرى وشامى وتركى وسودانى و رومى " أوربى " ..
...هذا هو موضوعنا والذى سيسعدنا أن يكون هو حديثنا طوال الشهر الفضيل لحضراتكم حتى يعلم الكافة قيمة هذا العبقرى الذى عاش بيننا منذ أكثر من مائة عام ومات غريباً محكوم عليه بالمنع و التجهيل والتشويه فى كل العصور ..
...من هنا سنبدأ نستعرض ونكشف قصة حياة الرجل والمحطات التى مر عليها من مولده ونشأته وتعليمه الى بدايات أعماله ثم ننتقل الى مرحلة التطوير الفنى والآضافات التى عمل على أضافتها فى الموسيقى الشرقية ثم نختتم بوطنية سيد درويش و كفاحه ومقاومته والتحريض ضد الآحتلال حتى أغتياله فى 15 سبتمبر 1923 وهو فى ريعان الشباب وكان كل عمره واحد وثلاثون عام لاأكثر ( يعتقد كاتب هذه السطور أن سيد درويش تم تدبير حادث أغتيال عن طريق دس السم له ، وقد سبق وأن نشر وكتب بعدد من الجرائد عن شكوكه حول الآسباب الحقيقة لوفاة سيد درويش والتى أنكر تماماً الآشاعة التى روج لها الآنجليز من كونه قد مات من جراء جرعة زائدة من الكوكاين وهى الآشاعة التى لم يستفد منها إلا الآنجليز وأتباعهم فى القصر )...
*** مولده ونشأته ***
.فى التاسعة صباحاً من يوم 17 مارس 1892بحى كوم الدكة بالآسكندرية أنطلقت زغاريد الفرح فى منزل قديم لنجار فقير ( نجار طبالى مائدة ) هو المعلم درويش البحر
- " ولد يا يا معلم درويش وكتاب الله ولد " هكذا صاحت القابلة " الداية " فطومة الوردانية " داية دائرة العطارين ، عمت الآفراح فى البيت الصغير الفقير وكانت فرحة غامرة فهذا الصبى كان الذكر الآول لوالده على ثلاثة بنات الآولى هى فريده والثانية ستوته والثالثة زينب
- حتسمى المحروس إيه يا معلم درويش بالصلاة على النبى ( هكذا تسائل شيخ الحارة بسيونى العدس )
- السيد أن شاء الله السيد درويش البحر
- بأذن الله تشوفه سيد الناس يا معلم درويش وربنا يباركلك فى السيد وكل أخواته وعقبال البكارى ويجعله عامر
وهكذا رزق الله المعلم درويش بولد ذكر بعد طول أنتظار فقد كان السيد هو أخر العنقود لوالده درويش البحر ولآمه ملوك بنت عيد ، وكانت أختاه فريدة وستوته متزوجتان عند مولده أما شقيقته زينب فقد تزوجت وهو فى العاشرة من عمره ، ولم تدم الآفراح طويلاً فى بيت المعلم درويش البحر والذى توفاه الله بعد عدة سنوات من مولد أبنه قرة عينه السيد درويش والذى لم يكن قد بلغ السابعة من عمره فنشأ بقية حياته يتيما فى أجواء فقيرة .
( يتبع بأذن الله ....كتب / مصطفى ابراهيم طلعت )
شكرا لك .. الى اللقاء
ليست هناك تعليقات: